الخميس، 7 فبراير 2008

سيرة الشيخ/ عبد اللطيف بن محمد النعيم رحمه الله



سيرة الشيخ/ عبد اللطيف بن محمد النعيم رحمه الله





كتبها الشيخ الدكتور/ عبد الرحيم الهاشم حفظه الله




اسمه:
الشيخ/ عبد اللطيف بن محمد الخطيب النعيم

ميلاده:
ولد سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة وألف للهجرة. في حي النعاثل من الأحساء، حي آبائه وأسرته.

طلبه للعلم:
بدأ في طلب العلم منذ أن كان عمره ثمانية عشر عاما، وذلك على يد الشيخ عبد الله بن أحمد العمير الشافعي، جد شيخنا محمد بن أحمد بن عبد الله العمير المدرس في المعهد العلمي في الأحساء، فقرأ عليه متن أبي شجاع في فقه الشافعية والآجرومية في النحو. ثم قرأ كتاب مغني المحتاج للخطيب الشربيني في فقه الشافعية على الشيخ محمد آل عبد اللطيف، ثم لازم شيخنا محمد بن إبراهيم آل الشيخ مبارك أكثر من أربعين سنة، قرأ عليه كثيرا من كتب الحديث: مبتدءا بفتح المبدي شرح مختصر الزبيدي، ثم زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم، وشرحه فتح المنعم ببيان ما احتيج لبيانه من زاد المسلم، وفرغ منهما بنهاية شهر صفر سنة اثنتين وأربعمائة وألف هجرية، ثم ابتدأ القراءة في صحيح مسلم بشرح النووي، وهذا أدركت قراءته له على شيخنا محمد، وأتمه بعد وفاة شيخنا، ثم شرع في صحيح البخاري وشرحه فتح الباري لابن حجر، وذلك مع أقرانه من تلاميذ شيخنا، في مسجد الشيخ عبد اللطيف بحي البقشة بالهفوف؛ حيث انتقلت الحلقة من بيت شيخنا محمد إلى المسجد المذكور، وأقرانه الذين أدركتهم، هم الشيوخ الفضلاء/ عبد اللطيف البراهيم العرفج يرحمه الله تعالى، والد الشيوخ الأفاضل وليد والدكتور أحمد ومحمد. وعبد الله بن صالح العمر الملحم يرحمه الله تعالى والد الشيخين/ الدكتور صالح ومحمد. وعبد الرحمن بن محمد الملحم والد الشيخين فهد وعبد الله. وعبد اللطيف البراهيم الملحم، وعبد العزيز البطي من المبرز نسأ الله في آثارهم، وكنت وابن عمي السيد هاشم بن أحمد آل هاشم نحضر معهم، ثم انتقلت هذه الحلقة إلى مسجد الشيخ عبد اللطيف الذي بناه على نفقته في حي السلمانية بالهفوف، وكان يبدأ درسه بقراءة نصف جزء من القرآن الكريم أسوة بشيخنا محمد، ويضم درسه هذا القراءة في سيرة ابن هشام، وأما تفسير ابن كثير فكان يقرأه الشيخ عبد العزيز البطي منذ حياة شيخنا محمد واستمر بعده.

مؤلفاته:
اشتغل الشيخ بالتأليف في آخر حياته، وأعرف له كتابين ورسالة أما الكتابان، فهما:

الأول:
الذكر المنظم في الوعظ لأيام شهر رمضان المعظم . طبع في حياة الشيخ في وزارة الشؤون الإسلامية بدولة قطر. وقد تواضع الشيخ يرحمه الله تعالى فعرضه علي قبل طباعته؛ لمراجعته فألفيته كتابا مفيدا؛ مليئا بالنصوص من السنة المطهرة.
ولا غرابة في ذلك فقد كان الشيخ مكثرا من القراءة في كتب الحديث وعنايته بالصحيحين أكثر.

الثاني:
المصباح في مختصر الإيضاح للإمام النووي، في مناسك الحج.

أما الرسالة:
فبعنوان/ تلقين الميت. نقل فيها أقوال أهل العلم من كتب الشافعية والحنابلة، وختمها بفتوى شيخ الإسلام ابن تيمية، بجوازها.
وللشيخ عبد اللطيف فتاوى مخطوطة ومسموعة. ومما يدل على فقهه: هاتان الحادثتان:

الحادثة الأولى:
صدر أمر رئيس المحاكم بعدم صلاة العيد إلا في مصلى العيد والنهي عن إقامتها في مساجد الجوامع التي كان يصلى فيها العيد، وكان من ضمنها جامع النعيم بالمزروعية، والذي كان الشيخ عبد اللطيف إمامه، فامتنع الشيخ فورا. ولما جرى الحديث معه عن سرعة امتثاله، ذكر كلاما يفيد أنه من طاعة ولي الأمر. وقليل من يفقه هذا!! والله المستعان.

الحادثة الثانية:
سئل عن رجل اعتمر ورجع إلى بلده، ونسي أن يأخذ من شعر رأسه للعمرة، وطال الزمن ؟
فأجاب: بأن تحلله من العمرة حصل من أول أخذه من شعر رأسه في بلده؛ وذلك لأنه لا يشترط للحلق نية ولا كونه في الحرم.

عمله:
اشتغل الشيخ كما يشتغل عامة أسرته في تجارة البز _الثياب _ وبدأها في الرياض ثم انتقل إلى الأحساء. وولي عقد الأنكحة، والإمامة والخطابة بمسجد البقشة بحي الهفوف، ثم الإمامة في المسجد المذكور _ لأن الخطابة به كانت مؤقتة لتجديد جامع الإمام فيصل بن تركي _ والخطابة بجامع النعيم بحي المزروعية بالهفوف والإمامة بمسجده الذي بناه في حي السلمانية بالهفوف، وتميز الشيخ بخطبه الهادئة الهادفة، يأنس المستمع له، ويستفيد من خطبته؛ لتميزها بالإيجاز، ووضوح العبارة، ورقة الأداء. ولكن عندما كبرت سنه انخفض صوته.

أولاده:
خلف الشيخ ذرية طيبة بمشيئة الله تعالى خمسة أبناء/ محمد و عبد العزيز وعبد الله وعبد الحميد وعبد الرحمن وعبد الملك، وثلاث بنات. والذي خلف والده في إمامة مسجده بالسلمانية وفي طلب العلم ابنه الشيخ عبد الرحمن.

تلاميذه:
تتلمذ على الشيخ مجموعة من طلبة العلم الفضلاء، منهم:
1- ابنه الشيخ/عبد الرحمن بن عبد اللطيف النعيم (خليفة والده في إمام مسجده بالسلمانية).
2- الشيخ/عبد المحسن بن عبد الرحمن النعيم، خليفة الشيخ في الخطابة بجامع النعيم بالمزروعية، وفي عقد الأنكحة.
3- الشيخ/عادل بن أحمد الحسين النعيم.
4- الشيخ/عبد الله بن عبد الرحمن الملحم، إمام وخطيب جامع جمال الملحم بالسلمانية.
5- الشيخ/عادل بن أحمد المظفر، إمام وخطيب جامع المظفر.


وفـاته:
توفي الشيخ يرحمه الله تعالى ليلة الاثنين العاشر من شهر صفر سنة ثمانية عشرة وأربعمائة وألف للهجرة، وذلك في مستشفى الملك فهد بالهفوف، بسبب جلطة في المخ استمرت أربعة عشر يوما، وتولى تغسيله تلميذه الشيخ عبد الله بن الشيخ عبد الرحمن الملحم، وبشر بارك الله تعالى فيه بآثار حسنة ظهرت علاماتها على الشيخ أثناء التغسيل، وصلى عليه جمع غفير في جامع النعيم بالمزروعية، ثم صلي عليه مرتين في مقبرة أم أزرينيج بحي النعاثل حيث دفن فيها مع أموات أسرته.


اللهم اغفر لنا ولوالدينا ومشايخنا وسائر المسلمين، واغفر للشيخ عبد اللطيف وارحمه وعافه واعف عنه وانفع بعلمه واجمعنا به في فردوس جنتك الأعلى يا أرحم الراحمين آمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه

ليست هناك تعليقات:

مكتبة مجالس الأحساء

مكتبة مجالس الأحساء
http://alahsa.cc/mktba/index.php